حمل القران وورد وبي دي اف

 مدونة العيني /مدونة تاريخ الخلق /أضواء

 

 حمل القران وورد وبي دي اف.

القرآن الكريم وورد word doc icon||| تحميل سورة العاديات مكتوبة pdf

الخميس، 29 سبتمبر 2022

الإخلاص حقيقته ثمراته طريقة اكتسابه القسم العلمي دار ابن خزيمة

الإخلاص حقيقته ثمراته طريقة اكتسابه

القسم العلمي دار ابن خزيمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، والصلاة والسلام على سيد ولد آدم أجمعين، نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:

فإن الله عز وجل أمر عباده بعمل الصالحات، فقال سبحانه: ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ [الكهف: 110]، ووعدهم على ذلك الجنة فقال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا﴾ [الكهف: 107]، ولكن ما هو العمل الصالح الذي يُرجى به الله والدار الآخرة، والذي يؤول بصاحبه إلى الجنة؟

هل هو عبادة الله عز وجل بأي كيفية كانت؟

أم هو عبادة الله عز وجل طلبًا لرضا المخلوقين وثنائهم؟

أم هو عبادة الله عز وجل طلبًا لرضا الله ورضا المخلوقين معًا؟

أم هو عبادة الله عز وجل بغير نية وعلى سبيل العادة؟

إن جميع هذا الصور ليست من الأعمال الصالحة التي أمر الله تعالى بها في كتابه؛ لأن العمل الصالح لابد أن يتوافر فيه شرطان، هما:

1- الإخلاص لله عز وجل.

2- المتابعة لسنة نبيه r.

فالعمل الصالح يشبه بالطائر، وهذان الشرطان جناحاه، فلا يمكن للطائر أن يطير إذا فقد هذين الجناحين أو فقد أحدهما.

وقال تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ [الملك: 2].

قال الفضيل بن عياض: هو أخلصه وأصوبه، قالوا: يا أبا علي! ما أخلصه وأصوبه؟ فقال: إن العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يقبل حتى يكون خالصًا صوابًا.

* والخالص أن يكون لله.

* والصواب أن يكون على السنة.

ثم قرأ قوله تعالى: ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ﴾الآية.

وحديثنا هذا عن الإخلاص([1]): تعريفه، وأهميته، وفضائله، وثمراته، وأسباب حصوله، وسيكون هناك حديث آخر - إن شاء الله - عن ضده وهو الرياء، وحديث ثالث عن متابعة السنة النبوية المطهرة.

 

تعريف الإخلاص

الإخلاص هو إفرادُ الحقّ سبحانه في الطاعة بالقصد؛ وهو أن يريد بطاعته التقرب إلى الله سبحانه دون شيء آخر؛ من تصنع لمخلوقٍ، أو اكتساب صفة حميدة عند الناس، أو محبة مدحٍ من الخلق، أو معنى من المعاني سوى التقرب به إلى الله تعالى.

ويصح أن يقال: هو تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين.

* وقيل: الإخلاص: نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق، ومن تزين للناس بما ليس فيه سقط من عين الله.

* قال أبو عثمان سعيد بن إسماعيل: الإخلاص: أن تريد بقلبك وبعملك وعلمك وفعلك رضا الله تعالى، خوفًا من سخط الله، كأنك تراه بحقيقة علمك بأنه يراك حتى يذهب الرياء عن قلبك، ثم تذكر منَّة الله عليك إذ وفقك لذلك العمل حتى يذهب العجب من قلبك، وتستعمل الرفق في عملك حتى تذهب العجلة من قلبك.

* وقال الإمام ابن القيم - رحمه الله - في معنى إخلاص العلم لله: أي لا يمازج عمله ما يشوبه من شوائب إرادات النفس؛ إما طلب التزين في قلوب الخلق، وإما طلب مدحهم والهرب من ذمهم، أو طلب تعظيمهم، أو طلب أموالهم، أو خدمتهم ومحبتهم، وقضائهم حوائجه، أو غير ذلك من العلل والشوائب التي عَقْدُ متفرقاتها هو إرادة ما سوى الله بعمله كائنًا ما كان.

 

الإخلاص في القرآن

(1) وحديث القرآن عن الإخلاص يظهر فيه الأمر والتأكيد الشديد، قال تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [البينة: 5]، فبيَّن تعالى أن أهم ما فرضه هو الأمر بإخلاص العبادة لله وحده.

(2) وبيَّن سبحانه أن الإخلاص من الحق الذي نزل به الكتاب، والذي لا يقبل غيره فقال: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ﴾ [الزمر: 2، 3].

(3) ويتجاوز الأمر بالإخلاص حدود الحياة ليشمل الممات كذلك، قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ﴾ [الأنعام: 162، 163].

(4) وإخلاص العبادة لله عز وجل وحده هو أصل الأصول الذي يجب إعلانه والجهر به، والدعوة إليه، وإظهار البراءة من مخالفيه، فليس هناك مجال للتفريط فيه أو المساومة عليه، قال تعالى: ﴿قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي * فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ﴾ [الزمر: 14، 15].

(5) وتتجلى صورة البراءة من المشركين بسبب تفريطهم في هذا الأصل في قوله جل وعز: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾ [سورة الكافرون].

(6) وأخبر سبحانه عن حسن عبادة المخلص فقال: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ﴾ [النساء: 125].

قال ابن القيم: فإسلام الوجه: إخلاص القصد والعمل لله، والإحسان فيه: متابعة رسول الله r وسنته.

7- وقال تعالى مبينًا جزاء التفريط في الإخلاص: ﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا﴾ [الفرقان: 23].

قال ابن القيم: وهي الأعمال التي كانت على غير السنة، أو أريد بها غير وجه الله.

(8) وبين تعالى أن الإخلاص يؤدي إلى التقوى وإلى الجزاء الأوفى من الله تعالى فقال تعالى: ﴿وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى﴾ [الليل: 17-21].


الإخلاص في السنة

وردت في السنة أحاديث عدة تبين مكانة الإخلاص، وتحث على التزامه في كل عمل من الأعمال، ومن ذلك:

(1) عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله r يقول: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأةٍ ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه» [متفق عليه].

قال الإمام ابن رجب رحمه الله: تقدير الكلام: الأعمال واقعة أو حاصلة بالنيات.. ويحتمل أن يكون التقدير في قوله: «الأعمال بالنيات» الأعمال صالحة أو فاسدة أو مقبولة، أو مردودة، أو مثاب عليها، أو غير مثاب عليها بالنيات، فيكون خبرًا عن حكم شرعي، وهو أن صلاح الأعمال وفسادها بحسب صلاح النيات وفسادها.

(2) وعن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - في حديثه الطويل أن النبي r قال له: «ولست تنفق نفقة تبتغي بها وجهه الله إلا أُجرت عليها، حتى اللقمة تجعلها في فيّ امرأتك» قال: قلت: يا رسول الله! أُخلَّف بعد أصحابي؟ قال: «إنك إن تخلف فتعمل عملاً تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعه» [متفق عليه]، فأفاد هذا الحديث العظيم أن إخلاص النية لله عز وجل شرط في حصول ثواب الأعمال والرفعة في الدرجات.

(3) وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله r: «ثلاث لا يَغِلُّ عليهن قلب مسلم؛ إخلاص العلم لله، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين» [أخرجه أحمد وصححه الألباني].

قال ابن القيم: أي لا يبقي فيه - أي في القلب - غل، ولا يحمل الغل مع هذه الثلاثة، بل تنفي عنه غله، وتنقيه منه، وتخرجه عنه، فإن القلب يغل على الشرك أعظم غل، وكذلك يغل على الغش، وعلى خروجه عن جماعة المسلمين بالبدعة والضلالة، فهذه الثلاثة تملؤه غلا ودغلاً، ودواء هذا الغل واستخراج أخلاطه بتجريد الإخلاص والنصح ومتابعة السنة.

(4) وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: سئل رسول الله r عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل رياء، أي ذلك في سبيل الله؟ فقال رسول الله r: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله» [متفق عليه].

فبيَّن في هذا الحديث أن الجهاد لا يكون مقبولاً إلا إذا كان الباعث عليه الإخلاص لله عز وجل، رغبة في نشر كلمة الله وإعلائها على كل كلمة أو مذهب أو قانون.

(5) وعن عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله r يقول: «انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار فدخلوه، فانحدرت صخرة من الجبل، فسدت عليهم الغار، فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم.

قال رجل منهم: اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً - أي لا أُقدِّم في الشرب قبلهما أحدًا - فنأى بي طلب الشجر يومًا، فلم أرح عليهما حتى ناما، فحلبت لهما غبوقهما - أي شرابهما بالعشي - فوجدتهما نائمين، فكرهت أن أوقظهما، وأن أغبق قبلهما أهلاً أو مالاً، فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر، والصبية يتضاغون عند قدمي - أي يصيحون من الجوع - فاستيقظا، فشربا غبوقهما.

اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك، ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت شيئًا لا يستطيعون الخروج منه.

وقال الآخر: اللهم إنه كانت لي ابنة عم كانت أحب الناس إليَّ، فأردتها على نفسها فامتنعت مني، حتى ألمت بها سنة من السنين، فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها، ففعلت، حتى إذا قدرت عليها - وفي رواية - فلما قعدت بين رجليها قالت: اتق الله، ولا تفضّ الخاتم إلا بحقه، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إليّ، وتركت الذهب الذي أعطيتها.

اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها.

وقال الثالث: اللهم استأجرت أُجراء وأعطيتهم أجرهم غير رجل واحدٍ، ترك الذي له وذهب، فثمَّرت له أجره حتى كثرت منه الأموال، فجاءني بعد حين فقال: يا عبد الله! أدِّ لي أجري، فقلت: كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق، فقال: يا عبد الله، لا تستهزئ بي، فقلت: لا استهزئ بك، فأخذه كله، فاستاقه فلم يترك منه شيئًا.

اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة، فخرجوا يمشون» [متفق عليه].

* ففي هذا الحديث من فوائد الإخلاص:

1- أنه مما يتوسل به إلى الله تعالى.

2- أنه سبب في النجاة من الشدائد.

3- أنه سبب في استجابة الدعاء.

4- أنه شرط في كل عمل؛ لأن الثلاثة ذكروه مع اختلاف أعمالهم.


جاهد نفسك

يظن كثير من الناس أن الإخلاص من الأمور السهلة التي يستطيع كل أحد تحقيقها دون أدنى مجاهدة، والواقع خلاف ذلك، فالإخلاص يحتاج إلى مجاهدة قبل العمل وأثناء العمل وبعد العمل.

قبل العمل: بأن يقصد بعمله وجه الله تعالى، ويصفيه عن ملاحظة المخلوقين.

وأثناء العمل: تكون المجاهدة في الحفاظ على هذه النية الصادقة، فإن الإنسان قد يكون مخلصًا في ابتداء العمل، فإذا دخل في العمل واستقر فيه جاءه الشيطان فوسوس له، وزين له اطِّلاع الخلق على عمله، وهنا تكون المجاهدة بالاستعاذة بالله عز وجل من الشيطان، ومجاهدة النفس على الاستمرار في العمل بنفس النية الأولى.

وبعد العمل: تكون المجاهدة برؤية التقصير في العمل، وعدم استحسانه والعجب به واستحقاقه الثواب عليه.

* قال بعض السلف: آفة العبد رضاه عن نفسه، ومن نظر إلى نفسه باستحسان شيء منها فقد أهلكها، ومن لم يتهم نفسه على دوام الأوقات فهو مغرور.

* وقيل لسهل بن عبد الله: أي شيء أشد على النفس؟ قال: الإخلاص؛ لأنه ليس لها فيه نصيب.

* وقال ذو النون المصري: ثلاث من علامات الإخلاص؛ استواء المدح والذم من العامة، ونسيان رؤية الأعمال، ونسيان اقتضاء ثواب العمل في الآخرة.

* وقال أبو يعقوب السوسي: متى شهدوا الإخلاص في إخلاصهم احتاج إخلاصهم إلى إخلاص.

* وقال يوسف بن الحسين: أعز شيء في الدنيا الإخلاص، وكم أَجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي فكأنه ينبت على لونٍ آخر.


علاقة الإخلاص بالصدق

هناك تلازم بين الإخلاص والصدق.

قال ابن القيم: وقد تنوعت عباراتهم في الإخلاص والصدق، والقصد واحد.

فقيل: الإخلاص: التوقي من ملاحظة الخلق حتى عن نفسك، والصدق: التَّنَقِّي من مطالعة النفس، فالمخلص لا رياء له، والصادق لا إعجاب له، ولا يَتمّ الإخلاص إلا بالصدق، ولا الصدق إلا بالإخلاص، ولا يَتِمَّان إلا بالصبر.

وقيل: الإخلاص: استواء أعمال العبد في الظاهر والباطن، والرياء: أن يكون ظاهره خيرًا من باطنه, والصدق في الإخلاص: أن يكون باطنه أعمر من ظاهره.


ثمرات الإخلاص

ثمرات الإخلاص لا يمكن حصرها؛ لأنه ركن في كل عمل، وسبب في كل خير، فكل فضل ورد في الكتاب والسنة يمكن أن يعد من ثمرات الإخلاص وفوائده, غير أنه يمكن إجمال ذلك فيما يلي:

1- الإخلاص سبب في جعل العمل مقبولاً، وتركه يحبط العمل ويوجب العقوبة.

2- يرفع الدرجات ويكسب المنازل العالية.

3- سبب في النجاة من الشدائد والمحن.

4- سبب في استجابة الدعاء.

5- سبب في رضا الله - عز وجل - عن العبد.

6- سبب في حصول التقوى.

7- سبب في الزهد في الدنيا والقناعة وعدم النظر إلى ما عند الآخرين.

8- سبب في دحر الشيطان والتغلب على وساوسه، ولذلك استثنى إبليس أهل الإخلاص فقال: ﴿إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾ [الحجر: 40]، وقال أبو سليمان الداراني: إذا أخلص العبد انقطعت عنه كثرة الوساوس والرياء.

9- سبب في التخلص من الرياء والشرك, قال الفضيل بن عياض: تَرْك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما.

10- سبب في انتظار المسلمين على أعدائهم؛ لقوله r: «إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها، بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم» [صحيح الترغيب للألباني].

11- سبب في النجاة من عذاب الآخرة وعذاب القبر.

12- سبب في الهدى والتخلص من الضلال.

13- سبب في محبة الله عز وجل ومحبة الخلق.

14- سبب في طمأنينة القلب والشعور بالسعادة والسكينة.

15- سبب في تكثير العمل ومضاعفته في الأجر.

16- سبب في تطهير القلب من أمراضه وغوائله.

17- سبب في قلب العادات إلى عبادات يثاب عليها.

18- سبب في التوفيق للصواب، قال مكحول: ما أخلص عبد قط أربعين ليلة إلا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه.

19- سبب في حسن الخاتمة والموت على السنة.


كيف تكون مخلصًا ؟

كما أن كثيرًا من الناس لا يرون صعوبة في تحقيق الإخلاص، وهذا من تفريطهم وجهلهم، فإن كثيرًا منهم كذلك يرون أن الإخلاص التام لا يمكن أن يتحقق؛ لأن حراسة القلب قبل وأثناء وبعد العمل مستحيلة، وهذا أيضا خطأ من القول لا يستند إلى دليل، فإن الله عز وجل ما أمرنا بأمر إلا وفي مقدور كل واحد منا تنفيذه على وجهه الأكمل، قال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: 78]، والإخلاص مما أمر الله تعالى به، ويمكن للمرء أن يستدعي الإخلاص في كل عمل إذا راعى ما يلي:

1- معرفة الله عز وجل بأسمائه وصفاته ونعوت جلاله، فهذه المعرفة تجعل النفس تشاهد جلال الله عز وجل وعظمته، وأنه أهل سبحانه لأن يُعبد ويُخلص له العبادة.

2- معرفة الخلق وأنهم مخلوقون مربوبون ضعفاء فقراء، لا يستحقون أن يبطل الإنسان عمله لأجل رؤيتهم وثنائهم.

3- معرفة النفس يكونها مصدر كل سوء وقبح، وأن ما يصدر عنها من خير وهدى فمن الله وحده، فيستعين بالله عليها حتى لا تُجاوز حد الإخلاص.

4- التفكر في فضائل الإخلاص وعلو منازل المخلصين.

5- التفكر في مضار الرياء وسفول منازل المرائين.

6- الطمع فيما عند الله من الثواب.

7- الخوف من عذاب الله عز وجل بسبب الرياء.

9- الخوف من سوء الخاتمة، والتفكر في أن الموت يأتي بغتة، والحذر من أن يدركه الموت على غير الإخلاص.

10- مطالعة أخبار أهل الإخلاص، وما أتحفهم الله تعالى به من الكرامة والمنازل العالية.. وأخبار أهل الشرك والرياء وما عاقبهم الله به في الدنيا والآخرة.

جزاء الإخلاص

قال تعالى: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا * مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا * وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا * وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآَنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ * قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا * وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا * عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا * وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا * وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا * عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا * إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا﴾ [الإنسان: 8-22].

فهذا الجزاء الحسن، والنعيم الأبدي، والسعادة الدائمة، والفرح والسرور، والسؤدد والجمال والغنى، إنما هو للمخلصين من عباد الله الذين لا يعطون إلا لله، ولا يمنعون إلا لله، ولا يحبون إلا لله، ولا يبغضون إلا لله، ولا يقولون إلا لله، ولا يعملون إلا لله، فهم بالله وفي الله ولله.

نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الإخلاص، وأن ينجينا من العمل لغيره، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


([1]) انظر: إحياء علوم الدين (4/376-386)، والرسالة القشيرية ص(207-210)، وشعب الإيمان للبيهقي (5/325-369)، ومدارج السالكين (2/88-97)، وشعب الإيمان لعبد الجليل القصري (2/49-65)، ورياض الصالحين ص(20-24)، والإخلاص للعوايشة، والبحر الرائق في الزهد والرقائق ص(14).

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آيات ورد فيها "العرش" ويسبحون واشتقاقاتهم

  العرش آيات ورد فيها "العرش " ويسبحون واشتقاقاتهم   إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِ...